القانون هو ضابط الحياة الإجتماعية ، ورادف رقي الإنسان ، وضمان التعايش السلمي، وهو موضوع العدالة ، وملجأ الضعيف ، وديمومة بقاء الحياة الإجتماعية ، فلا إستقرار إلا بالقانون، ولا إجتماع إلا تحت مظلته ، ولا حقوق وإلتزامات من دونه ، ولا قضاء إلا بقتضاه ولا حكم إلا به .
لذا اقتضت ولادة القانون يوم ولد الإجتماع الإنساني الأول ، فحين خلق الله آدم عليه السلام خلق زوجه وأسكنهما الجنة وشرع لهما القانون بمنعهم أن يقربا هذه الشجرة إذ قال "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ"سورة البقرة(35)وحين خالفا هذا المنع أنزل الله عليهما عقوبته بقوله سبحانه "فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ"سورة البقرة(36).
كما أن علاقة الإنسان بالقانون ، هي علاقة مصلحية بإمتياز ، فالإنسان يحيى لما للحياة مصلحة ، ويموت لما للموت مصلحة ، وهذا ما يفسر تمسك الإنسان بالحياة في موضع وحرصه على الموت في موضع آخر ، فالمصلحة أيا كان نوعها ، مادية كانت أم معنوية أم روحية ، هي غاية الإنسان في كل الأحوال.
فالقانون من حيث أصله ، هو أفكار جاءت لتعالج مشاكل الحياة في المجتمع وتعارض مصالح الأفراد ،لذلك لزم وجوده بوجود المجتمع الإنساني.